Admin مدير المنتدى
عدد الرسائل : 93 العمر : 42 تاريخ التسجيل : 28/05/2007
| موضوع: يا من يشتكى ضياع قلبه الإثنين سبتمبر 17, 2007 2:26 am | |
| يا من يشتكي ضياعَ قلبِه
نقولُ لك ليسَ مطلوباً أن يظلَ الإنسانُ على الدرجةِ نفسِها من الإشراقِ والصفاءِ ، ومن قبلُ اشتكى الصحابةُ ما اشتكيتَ ، فقالَ لهم المعلمُ الأولُ صلى الله عليه وسلم: لو تدومون على الحالِ الذي تقومون بها من عندي ، لصافحتكم الملائكةُ في مجالسِكم ، وفي طرقِكم ، وعلى فُرشِكم ، ولكن يا حنظلةُ ساعةٌ وساعة .
وجاءت الشريعةُ تنظمُ شؤونَ الحياةِ ، وتحفظُ للقلبِ قدراً من الصفاءِ ، وتستعينُ بصفاءِ القلبِ هذا ، على تجاوزِ عقباتِ التكليفِ بالخلافةِ في الأرضِ ، فينعكسُ على حسنِ المعاملةِ مع الزوجِ ، والتلطفِ مع الولدِ ، والتسامحِ مع الصديقِ ، والتعالي عن الصغائرِ ، والهمةِ في الإقلاعِ عن الذنوبِ وعدمِ الإصرارِ عليها.
لو لم يكنْ لكَ قلبٌ ، لَمَا شعرتَ بفقدِه ، والميتُ لا يتألم ، لكن شكواكَ ترجعُ إلى أسبابٍ ، ربما :ــ
أ ) حالةُ الإشراقِ الإيماني الأولى كانت قويةً ، بحيثُ عزَ عليك خفوتُها أو تراجعُها.
ب ) معاناةُ حادثةٍ تُُقلق بالكَ من زوجٍ ، أو صديقٍ ، أو من أطوارِ النفسِ وتلوُّمها وتلجلجها وظلماتها.
التمس قلبَكَ أيها الحبيبُ عند القرآنِ فبذكرِ اللهِ تطمئنُ القلوب ، قراءةً واستماعاً وتغنياً وتأملاً ، وتذكر عند ذلك مَنْ تكلم بهذا القرآنِ وأوحاه إلى عبدِه ، وأنه يخاطبُك ، ويوجهك، ويناديك ، ويتحببُ إليك ، وهو غني عنك ، وأنت إليه فقير.
والتمس قلبَكَ في ساكني القبورِ حيثُ ترقدُ بقايا الأجسادِ الصامتةِ ، وإن كانت تتحدثُ بأفصحِ لغةٍ ، وأصدقِ لسان.
تحدث مع نفسِك وقل لها انظرى ، كيف تساوى الكلُ في هذاالمكانِ ؟
وتلاشى في بقايا العبدِ ، ربُ الصولجانِ ، والتقى العاشقُ والقالي فما يفترقان.. مَنْ هو المائتُ من عامٍ ، ومن مليونِ عام ؟.أيها القبرُ تكلمْ وأخبرينى كم حويت من رمام ؟
هل طوى أحلامَك الموتُ وهل ماتَ الغرام؟
والتمس قلبَك عندَ حاجاتِ ذوي الحاجاتِ من فقيرٍ ، ومسكينٍ ، ويتيمٍ ، وملهوفٍ ، ومكروب.
والتمس قلبَك عندَ رؤيةِ أصحابِ المعاصي الغافلين ، لا يرعوون ولا يعتبرون.
والتمس قلبَك عندَ الموعظةِ أتلهبُه سياطُها أم حالُه كما قالَ الهالكون : " سواءٌ علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين " [الشعراء : 136].
وأكثر الاستغفارَ
واعلم أنه لن ُيدْخِلَ أحداً الجنةََ ... عملُه ، إلا أن يتغمدَه اللهُ برحمِته . | |
|